
المؤثرون في عالم التعليم الإلكتروني: كيف يغيرون قرارات الطلاب؟
في العقد الأخير، تغيّر مشهد التعليم جذريًا بفضل التكنولوجيا، ومعه تغيّر دور المؤثرين. لم يعد تأثيرهم مقتصرًا على مجالات الموضة أو التجميل، بل أصبحوا فاعلين في قطاعات مثل التعليم الإلكتروني، حيث يُسهمون بشكل ملموس في توجيه اختيارات الطلاب، والتأثير في قراراتهم بشأن المنصات التعليمية، الدورات، وحتى التخصصات الأكاديمية.
فما الذي يجعل للمؤثرين هذا التأثير الكبير في مجال يفترض أنه “أكاديمي بحت”؟ وكيف يمكن للمؤسسات التعليمية استثمار هذا النفوذ بشكل فعّال؟
أولًا: المؤثر التعليمي… من هو؟
المؤثر في مجال التعليم الإلكتروني ليس بالضرورة شخصًا شهيرًا بملايين المتابعين، بل هو غالبًا:
- أكاديمي ينشر محتوى مبسّطًا.
- طالب أو خريج يشارك تجربته التعليمية.
- مدرب رقمي يقدم مراجعات أو شروحات لدورات ومنصات تعليمية.
ما يميز هؤلاء هو المصداقية والخبرة الشخصية التي تشكل عامل ثقة لدى الطلاب.
ثانيًا: كيف يؤثرون في قرارات الطلاب؟
- مشاركة التجربة الواقعية
عندما يتحدث مؤثر عن تجربته مع منصة تعليمية، أو يراجع دورة معينة، فإنه ينقل وجهة نظر عملية تفوق الإعلانات التقليدية. الطلاب يميلون لسماع تجارب غير رسمية وشخصية قبل اتخاذ قرار بالاشتراك أو اختيار تخصص.
- تبسيط المفاهيم الأكاديمية
بعض المؤثرين يقومون بتقديم محتوى تعليمي مبسّط لمواد صعبة مثل الرياضيات، البرمجة، أو اللغات. هذا الأسلوب الجذاب يجعل الطلاب أكثر تقبلاً للمادة، وبالتالي يزيد من الإقبال على الدراسة الإلكترونية.
- تحفيز الطلاب المترددين
المحتوى التحفيزي الذي ينشره بعض المؤثرين حول أهمية التعلم الذاتي، وكيف غير التعليم الإلكتروني حياتهم، له تأثير كبير على الطلاب الذين يعانون من قلة الحافز أو الخوف من الفشل.
- توجيه الخيارات التعليمية
بعض المؤثرين يقدمون مقارنات بين المنصات التعليمية، أو ينصحون بدورات محددة تناسب أهدافًا مهنية معينة. هذا يساعد الطلاب في اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على معلومات حقيقية.
ثالثًا: كيف تستفيد المؤسسات التعليمية من المؤثرين؟
- التعاون الذكي: عقد شراكات مع مؤثرين متخصصين في مجال معين، لترويج محتوى أكاديمي بشكل غير مباشر.
- المراجعات الصادقة: تشجيع المؤثرين على تجربة دورات معينة ومشاركة آرائهم بشفافية.
- محتوى مشترك: إنتاج فيديوهات أو بث مباشر مشترك بين المدربين والمؤثرين لشرح الفائدة العملية للدورات.
- الاعتماد على المايكرو-إنفلونسرز: مؤثرون صغار يملكون جمهورًا محدودًا لكنه ملتزم ومهتم بمجال التعليم.
لم يعد التسويق في التعليم يعتمد على الإعلانات الجامدة أو الشهادات فقط، بل على التجربة الإنسانية التي ينقلها المؤثرون. هؤلاء أصبحوا صناع قرار حقيقيين في عالم التعليم الإلكتروني، خاصة في ظل توجه الطلاب نحو التعلم الذاتي والرقمي. ومن هنا، فإن فهم هذا التأثير واستثماره بشكل محترف هو خطوة ذكية لكل منصة أو مؤسسة تعليمية تبحث عن الوصول إلى جمهور حقيقي ومهتم.
لحلول التسويق عن طريق المؤثرين لا تتردد بالتواصل مع وكالة ستارفيش التسويقية للتسويق عن طريق المؤثرين.